الطاقه البديله مع المستقبل ستكون هي الأبرز امام نضوب النفط

بعد الكثير من التصورات والتنبؤات المتعلقة بقضية نضوب النفط،

فإنه كان من الواضح بأننا سنواجه مستقبلاً حالك السواد ما لم يتدخل العامل الأبرز وهو ما يعرف بالطاقة البديلة، والتي تشكل محوراً مهماً بعد قضيتي نضوب النفط ونضوب المياه، وما إذا كانت الطاقة البديلة ستحل مكان النفط في المستقبل وستعوض نضوبه أم لا؟

وفي الوقت الحالي لا يشك أحد بأن الطاقة البديلة لم تصل إلى المستوى الذي يعوض نضوب النفط، لا من الناحية الاقتصادية التجارية البحتة، ولا من الناحية الإنسانية المتمثلة بمسألتي الماء والغذاء، واللذان نعتمد على النفط اعتماداً كلياً من أجل الحصول عليهما وخصوصاً في البلاد الصحراوية كالسعودية ودول الخليج العربي.

وبغض النظر عما إذا كانت الطاقة البديلة بأنواعها المختلفة ستحل مكان النفط أم لا، فمحاولة الاعتماد على الطاقة البديلة أفضل بكثير من الإثخان في الحضارة النفطية، إذ لا مكان منطقي لما لا يدوم، وإذا كنا نريد لحياتنا أن تدوم فلابد أن نعتمد على مصادر الطاقة التي تدوم، إذ أننا نتعامل مع مسائل الماء والغذاء، وليس وسيلة نقل إلى أمريكا أو استراليا من أجل السياحة وليالي الأنس.

لا يزال السؤال: “وماذا عن الطاقة المتجددة؟” يشكل محوراً للخلاف، إذ حتى لو وصلنا إلى قناعة تامة بأن الطاقة المتجددة ستحل مكان النفط، فلن يكون هناك خلاف بين اثنين حول الفارق الكبير بين الفوائد التي سيتم تحصيلها من مشاريع الطاقة المتجددة المقامة في تركيا الغنية بالمياه، وبين الفوائد التي يمكن الحصول عليها في بلد تنقل فيه مياه البحر المحلاة لأف كلم كالسعودية، ولذا نحن أمام قضيتين منفصلتين:

الأولى، إمكانية نجاح الطاقة المتجددة في أن تحل مكان النفط في البلدان ذات الثروات المائية كأمريكا وأسبانيا وتركيا، والثانية، إمكانية تحقيق نفس النجاح في البلدان ذات التكاليف المعيشية العالية كالسعودية، حيث يتم تخصيص قدر هائل من مصادر الطاقة التقليدية في تحلية المياه ونقلها عبر شبكات تمتد لآلاف الكيلومترات، وحيث يتم صرف كمية هائلة من الطاقة الكهربائية في التكييف نهاراً وليلاً أثناء فترات مواسم الحر الطويلة، ولا يخفى على أحد أهمية الكهرباء ووقود الديزل في تشغيل آلاف المزارع التي يعتمد عليها سكان الصحراء في الحصول على منتجات الألبان والقمح والتمور والخضروات، ولأن آخر الدلائل تشير إلى إمكانية نضوب المياه، فإن ذلك يعني المزيد من مياه البحر المحلاة لاستخدامها في الزراعة، أو جلب هذه السلع الرئيسية من المناطق غزيرة المياه، ولكن إذا كان النفط وهو سلعتنا الوحيدة سينضب فبأي ثمن سنشتري تلك المنتجات؟

معظم دول العالم لديها أنهار وثروات طبيعية يمكنها أن تعتمد عليها في حال تبين أن عصر النفط ليس سوى فقاعة حضارية، تشكلت وانتهت، ولكن نحن ليس لدينا إلا صحراء جرداء، تحدنا من الشمال والغرب ومن كل الجهات، وقد فُرض علينا العيش فيها بواسطة أنظمة الرأسمالية الجديدة وعلى رأسها انظمة الحدود والجنسية، فهل نتجاهل هذه القضية ونتجاهل هذه الحسابات الدقيقة ونكتفي بالآمال والأمنيات الطيبة؟
دون أي مجاملة لأحد أو مداهنة لسياسة ما، نسأل: هل من المجدي والمفيد أن نُكمل مسيرتنا الحضارية الصحراوية معتمدين على النفط وعلى أمل أن تحل الطاقة المتجددة مكانه في المستقبل؟ أو نفكر من الأساس في إقامة حضارتنا في أرض يمكنها الاستمرار حضارياً بفضل ما تملكه من ثروات وعلى رأسها المياه!!

نعم، إنها قضية صعبة ومعقدة، وهي قضية حياة وموت، وقد تؤدي إلى حروب طاحنة في المستقبل، ولكن لا يزال هناك وقت على نضوب النفط والمخاطر العظمى التي ستقع بسبب نضوبه، ولابد أن نؤجل فرضية صعوبة إحلال الطاقة المتجددة مكان النفط في بلد صحراوي لبعض الوقت، حتى نصل إلى قناعة تامة حول الإجابة الصحيحة، ولن يتم ذلك إلا بعد تتبع كل شيء متعلق بالطاقة المتجددة، مفاهيمها، وتقنياتها، وآخر أخبارها، وما كتبه الخبراء حولها إيجاباً وسلباً، وهناك إشارات إيجابية تدل على الرغبة في سلوك الطريق الحضاري المستدام، منها إنشاء مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، وكذلك استضافة دولة الأمارات لوكالة الطاقة المتجددة، والسعي الحثيث لامتلاك مشاريع اقتصادية تعتمد على الطاقة المتجددة كمدينة مصدر، وستكون العشرين أو الثلاثين سنة القادمة كافية لمعرفة الجواب الصحيح.

ومن أجل كل هذه المسائل كان يجب أن نفكر بالطاقة المتجددة، وتتبع خطوات السعي الجاد إلى إحلالها مكان النفط، ولأن القضية تتعلق بالدرجة الأولى بالموارد الناضبة والمتجددة فقد تم تجاهل المصادر البديلة للنفط غير المتجددة، كالفحم والطاقة النووية، لمخاطرها البيئية، ولأن الفحم واليورانيوم مواد ناضبة في نهاية المطاف، وسيتم التركيز على الطاقة المتجددة فقط، والتي تُعرف أحياناً بالطاقة المستدامة، وأحياناً أخرى بالطاقة الخضراء وكذلك الطاقة النظيفة، وكما يعلم الكثيرون فإن لها الكثير من المصادر التي يمكن استخراجها بواسطتها، منها:

الطاقة الشمسية: والمستخرجة عن طريق الخلايا الشمسية، أو عبر التسخين (الطاقة الشمسية الحرارية).

الطاقة الكهرومائية: والمستخرجة من السدود، وأمواج البحر، والمد والجزر، وطاقة الطفو.
طاقة الرياح: سواء تلك المنتجة في البر، وكذلك في البحر.

الوقود الحيوي أو العضوي: والمستخرج من أنواع شتى، كالخشب، والمنتجات الزراعية، والطحالب، والنفايات، والمخلفات الحيوانية.

الطاقة الحرارية الأرضية: وإن كانت محدودة في مناطق معينة، ولا وجود لها تقريباً في بلادنا العربية.
طاقة الهيدروجين: حيث يبرز مفهوم خلايا الوقود كخيار مستقبلي، قد يحل مكان الوقود النفطي.

نحن اليوم نأكل ونشرب بواسطة النفط، وبالنفط ندمر البيئة، وخلال أقل من 100 عام ستكون كل الموارد التي نعرفها اليوم قد نضبت، وخلال 200 سنة سيكون الغلاف الجوي قد دمر تماماً، فهل ستستطيع الطاقة المتجددة إنقاذ الكوكب وسكانه؟

تنويه : الصور والفيديوهات في هذا الموضوع على هذا الموقع مستمده أحيانا من مجموعة متنوعة من المصادر الإعلامية الأخرى. حقوق الطبع محفوظة بالكامل من قبل المصدر. إذا كان هناك مشكلة في هذا الصدد، يمكنك الاتصال بنا من هنا.

عن الكاتب

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى

0 التعليقات لموضوع "الطاقه البديله مع المستقبل ستكون هي الأبرز امام نضوب النفط "


الابتسامات الابتسامات